القاهرة- عمر حسن: تعوّل الصين على مبادرة "الحزام والطريق" لتكون بديلًا شاملًا للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، بداية من الحرب الروسية الأوكرانية، وصولًا للصراع في الأراضي الفلسطينية.
لكن ما هي تلك المبادرة؟ ولماذا تراهن الصين ومن ورائها روسيا عليها؟ وهل ستكون المبادرة فعلا نقطة تحوّل جديدة في النظام الاقتصادي العالمي الذي يسعى لإزاحة هيمنة الدولار على حركة التجارة العالمية؟
الحزام والطريق
مبادرة يشار إليها أحيانًا باسم "طريق الحرير الجديد"، وهي من أكثر مشاريع البنية التحتية طموحًا، والتي أعلنها الرئيس الصيني 2013، بإطلاق مجموعة مبادرات للتنمية والاستثمار تمتد من شرق آسيا إلى أوروبا.
تتضمن شقين: الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري، وطريق الحرير البحري؛ لربط المدن الصينية بالوجهات التجارية في آسيا وروسيا وأوروبا.
وترتكز المبادرة على مشاريع النقل والمواصلات البرية والبحرية، ومن ذلك إنشاء شبكة من السكك الحديدية، وخطوط أنابيب الطاقة، وطرق سريعة.
توفر خطًا حديديًا جديدًا بمليارات الدولارات، يقلل زمن الرحلة من ساحل البحر الأحمر إلى أديس أبابا من 3 أيام إلى 12 ساعة فقط.
مشروعات النقل في المبادرة قد تؤدي إلى تعزيز التجارة بنسبة تتراوح بين 1.7 بالمئة و6.2 بالمئة على مستوى العالم، وزيادة الدخل الحقيقي عالميا بنسبة من 0.7 بالمئة إلى 2.9 بالمئة، وفق البنك الدولي.
كما تخطط الصين لبناء 50 منطقة اقتصادية خاصة، على غرار منطقة شنتشن" الاقتصادية التي أطلقتها بكين عام 1980.
تسعى الصين من خلال المبادرة لتوسيع تعاونها مع الدول العربية في مجالات: الزراعة والاستثمار والبنية التحتية وصناعات التكنولوجيا الفائقة والتمويل والغذاء والطاقة.
الصين وروسيا
في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء، في بكين بمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة الصين العالمية في مجال البنية التحتية، وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق التي يتبناها بأنها بديل شامل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وهي رؤية لتعاون اقتصادي عالمي يدعمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً.
بوتين الذي تحدّث مباشرة بعد كلمة شي، أشاد بالمبادرة على أنها متزامنة مع هدف روسيا في جعل العالم يتمتع ببنية تحتية مترابطة، يمكن من خلالها ضمان حرية التجارة والاستثمار والعمل بصورة كاملة.
وقال الرئيس الروسي: "تشترك روسيا والصين، على غرار غالبية بلدان العالم، في التطلع إلى تعاون متساوٍ ومفيد للجميع لتحقيق تقدم اقتصادي عالمي مستدام وطويل الأمد ورفاهية اجتماعية، مع احترام تنوّع الحضارات وحق كل دولة في وضع نموذجها الخاص للتنمية".
هذه التصريحات التي شهدها حفل افتتاح منتدى الحزام والطريق، جاءت بمثابة دفعة أكثر إيجابية من قبل الصين وروسيا لجذب الاقتصادات الناشئة فيما يُعرف بنصف الكرة الجنوبي، والتي تمتد على نطاق واسع عبر أميركا الجنوبية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
الغرب وأمريكا
الولايات المتحدة وحلفاؤها يحاولون أيضاً استقطاب تلك الدول لدعم نظام قائم على قواعد تجعلهم متحالفين فيما بينهم في قضايا، على غرار دعم جهود أوكرانيا لمقاومة غزو بوتين.
وباتت "مبادرة الحزام والطريق" بؤرة توتر بين الصين والغرب أيضا، إذ أشارت إيطاليا -البلد الوحيد بين أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذي وقَّع اتفاق تعاون رسمي مع بكين- إلى عزمها الانسحاب من المبادرة بحلول نهاية العام الجاري.
ومع ذلك، لا يزال شي يعتقد بأن المبادرة جاذبة لبلدان العالم النامي التي يمكنها استخدام أموال الصين، من دون أن تجد نفسها مضطرة لتبني موقف ما إزاء قضايا، على غرار حقوق الإنسان والسيادة الإقليمية.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
وزير خارجية مصر يؤكد لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة ضرور إنفاذ المساعدات لغزة
أفريكسم بنك: نستهدف مضاعفة نصيب مصر من صفقات التجارة البينية الإفريقية